top of page

رفّة العين

Eyelid Myokymia

‎البعض منّا قد يتعرض لرفة في إحدى العينين، ويصاحب تلك الرفة أقوال ومعتقدات يتناقلها الناس وفي مختلف الدول منذُ القدم.

‎لكن، ماذا يقول الطب عن هذه الحالة، وما سببها؟

 

‎ إن التعريف العلمي لرفة العين هو رجفة تلقائية طفيفة مستمرة تحدث في عضلات الجفن السفلي للعين غالبًا، ويشعر بها الشخص في إحدى العينين، وتحدث الرفة بصورة دورية للشخص وتختلف مدتها من عدة ثوانٍ إلى عدة ساعات، وتختفي غالبًا بصورة تلقائية أيضًا، لكن في بعض الأحيان قد تكون مزمنة وتستمر لعدة أيام أو حتى عدة أسابيع.

 

‎أما عن أسبابها: فلا يوجد سبب مباشر لرفة العين، لكن هنالك دراسات بينت علاقتها بالضغوطات النفسية والقلق والإرهاق الجسدي وكثرة تناول المنبهات والكافيين والتدخين أوتناول الكحوليات، كما يوجد بعض الأدوية التي يمكن أن تحفز حدوث رفة العين مثل بعض الأدوية النفسية والمهدئات وبعض الأدوية المستخدمة لتخفيف الصداع النصفي مثل الـ Topiramate.

 

‎هناك عدد من الأمراض التي تصاحبها رفة العين مثل أمراض العصب السابع (العصب الوجهي)، ومرض التصلب المتعدد وأمراض المناعة الذاتية وبعض أمراض الدماغ كأورام جذع الدماغ، ولا توجد دراسات كافية حول مدى انتشار المرض وخصائصه الابدميولوجية، لكن الملاحظ غالبًا أنها تحدث في فئة الشباب الأصحاء وليس كبار السن، وقد لُقّبت الحالة ”بمرض طلاب الطب“؛ لكثرة انتشارها بين طلاب الطب في أوقات الضغوطات النفسية.

 

 

متى تكون رفة العين خطيرة؟*

‎إنّ رفة العين عرض طفيف غالبًا ويختفي فور التوقف عن المسببات المذكورة؛ فقد بينت دراسة أمريكية لمرضى يعانون من رفة العين بأن ١٣ من بين ١٥ مريضا أجريت لهم أشعة الدماغ والأعصاب وكانت نتائجها سليمة ولا يعانون من أية أمراض، لكن إذا استمرت لأكثر من ٣ أشهر على الرغم من توقف المسببات أو صاحبتها بعض المشاكل العصبية مثل شلل الوجه النصفي أو أورام في الدماغ نادرًا، فهنا يمكن القول بأن الحالة أصبحت خطرة، وفي حالات نادرة أيضًا قد تكون تشنجات الجفن علامة تحذير مبكرة لاضطراب حركي مزمن؛ خصوصًا إذا كانت التشنجات مصحوبة بتشنجات أخرى في الوجه أو حركات لا يمكن السيطرة عليها.

‎و إذا صاحب رفة العين بعض المشاكل العصبية مثل تغير مفاجئ في حركة أو مظهر نصف الوجه أو تدلي الجفن، وصداع شديد، وعدم القدرة على التوازن، وفقدان أو تغير الإحساس في أطراف الجسم، أو صعوبة التحدث أو فقدان الوعي؛ فيجب مراجعة طبيب الأعصاب. كما يجب مراجعة طبيب العيون إذا صاحب رفة العين تشنجات لعضلات العين أو الوجه، والإحساس بالوخز يستمر لأكثر من ٣ أشهر، وإغلاق العين تمامًا في كل مرة تحدث الرفة، واحمرار أو انتفاخ في الجفن، وتغير أو زغللة في النظر أو زيادة الحساسية للضوء.

ماهي الطرق التي يمكن أن تحد من رفة العين ؟*

‎في الغالب لا يوجد علاج لرفة العين؛ إذ تزول الأعراض من تلقاء نفسها في حالة تجنب المريض الإرهاق النفسي وعوّض جسده بالراحة الكافية وقلل من تناول المنبهات وتوقف عن الكحوليات والتدخين. كما أنه من الممكن الاستعانة بإبر البوتوكس إذا استمرت المشكلة وكانت الأعراض منهكة أو صاحبتها تشنجات في عضلات العين وتسبب في صعوبة في فتح العينين.

كتبة: د. مزنة الريامي

الحقوق محفوظة لموقع بصر 2024

bottom of page