الحول
ما هو الحول؟
يشير الحول إلى أي إختلال في توازن العينين. بمعنى آخر، عندما تنظرعين واحدة في إتجاه معين، فإن العين الأخرى تنظر إلى مكان آخر – أي أنها ليست محاذية بالشكل الصحيح لنفس الاتجاه. يمكن أن يكون الحول ملحوظاَ طوال الوقت (أي انه ثابت) أو في بعض الأوقات (متقطع)، بمعنى انه لا يظهر في الشخص إلا في حالات التعب أو الحمّى أو الشرود. و الشائع هو أن يتم إطلاق وصف الحول بإتجاه العين الخاطئة.
تشمل الأنواع الشائعة من الحول: الحول الإنسي (وهو يقصد به الحول إلى الداخل) ، الحول الوحشي (إلى الخارج) ، الحول الى الأعلى، والحول الى الأسفل.
يمكن أيضًا وصف الحول بعُمر ظهوره. فيدعى الحولُ خلقياً إذا ظهر قبل عمر الـ ٦ أشهر عند الرضيع، ومكتسباً في عمر الطفولة إذا بدأ بعد عمر ٢ أو ٣ سنوات، ويُسمى بحَول البلوغ إذا تطّور في سنّ الرُّشد.
ما الذي يسبب الحول؟
غالبًا ما يفترض الناس أن سبب الحول هو ضعف عضلات العين والأعصاب. من المهم أن نفهم أن العديد من مرضى الحول يتمتعون بصحة جيدة في العين والعضلات والاعصاب. بالنسبة للعديد من هؤلاء المرضى، الواقع أن الدماغ (وليس العين أو العضلات أو الأعصاب) هو الذي يواجه صعوبة في إبقاء العينين مستقيمتين لبعض الوقت أو طوال الوقت. هذا ليس بمعنى أن هناك أي مشكلة عصبية في الدماغ ، ولكن بالأحرى يعني أن الدماغ لديه ميل لتطوير الحول. هذا هو الحال بالنسبة للمرضى حينما يظهر الحول لأول مرة في الطفولة أو في مرحلة الشباب.
في مرضى آخرين، قد يجعل ضعف الرؤية في إحدى العينين (أو كلتيهما) من الصعب على الدماغ الاحتفاظ بمحاذاة العينين ، كما هو الحال عند فقدان الرؤية في عين واحدة بعد إصابة العين.
ما هي أنواع الحول الأكثر شيوعاً ؟
الحول الأُنسي (الداخلي) أو الحول المتقارب:
هو الذي يظهر قبل عمر الـ ٦ أشهر من حياة الرضيع. يتميز بزاوية إنحراف كبيرة الدرجة، وبالتناوب والثبات، وعادة لا يترافق بخلل إنكساري كبير في العينين. وغالباً ما يرتبط به وجود إنحرافات عمودية في العينين.
الحول الأُنسي المكتسب التكيّفي:
يظهر بدءاً من سن ٢-٣ سنوات، ويرتبط بطول النظر. ويتم الحديث عن الحول الأنسي التكيّفي الكامل في حال كان التصحيح البصري لطول النظر يُزيل الانحراف كُلياً، بينما يكون الحديث عن الحول الأنسي التكيّفي الجزئي إذا استمرّ على الرغم من إستخدام النظّارات.
الحول الحسّي: وهو مضاعفة ناجمة عن فقدان البصر في إحدى العينين أو تناقصه في كلتيهما، مما يُعيق عملية الرؤية الثنائية.
الحول الأُنسي المتتابع: وهو الذي يتطوّر بعد جراحة الحول الوحشي (الحول الخارجي).
الحول الوحشي (الخارجي) الخلقي: وهو النوع الذي يظهر قبل عمر الـ ٦ أشهر وله خصائص مماثلة للحول الأنسي الخلقي.
الحول الوحشي المتقطّع: يظهر قبل عمر الـ ٣ سنوات، على الرغم من أن إكتشافه عادةً يكون في مرحلة الطفولة المتأخّرة بسبب طبيعته المتقطّعة.
في بداياته، يظهر مترافقاً مع التعب الجسدي، والشرود، والحمّى. من الشائع فيه تغيّر الاختلاف في مقدار إنحراف العينين بمرور الوقت، وذلك في كلّ من تواتر وشدّة هذا الانحراف.
الحول المقيّد: هو نوع الحول الذي يتواجد فيه عنصر "ميكانيكي" يُعيق دوران العين، وبالتالي يتسبّب في تقييد الحركة في اتجاه محدّد. يمكن أن يحدث الحول المقيّد عند الأطفال،او في مرحلة البلوغ (مُكتسب). ويشمل الاتي:
-
متلازمة دوان: ويحدث بسبب شذوذ في تعصيب العضلة المستقيمة الجانبية نتيجة لخلل في نموّ العصب السادس أثناء تطوّر الجنين، وعادةً ما يكون السبب مجهولاً. هذا الاضطراب في التعصيب يؤدّي إلى نشوء تقييد أو تحديد للحركة الأفقية للعين، ويترافق بعلامات نمطيّة أخرى تشمل تناقصَ طول الشقّ الجفني، وحركاتٍ عمودية غير طبيعية للعين، وإنحرافاً عينيّاً.
-
متلازمة براون: تتميز بمحدودية تحرُّك مقلة العين نحو الأعلى ونحو الداخل (أي نحو الزاوية الأنسية للعين).
-
التليّف الخلقي لعضلات العين: يتميز بمحدودية مرتفعة جداً لحركات العين بسبب حلول النسيج الليفي محلّ النسيج العضلي، مما يُحوّل العضلات إلى ما يُشبه "أشرطة فاقدة للمرونة" وأيضاً يسبب حدوث شذوذ في تثَبُّتها في موضعها.
-
الحول الناجم عن إعتلال الحَجاج الدرقي: وهو مرض مناعي ذاتي يرتبط بخلل وظيفي في الغدة الدرقية، يتّسم في مرحلته الأولى بتضخّم عضلات العين والدهون الحِجاجية، تليها مرحلة مزمنة يحدث فيها ضمور وتلّيف عضلي، مع ما يترتّب على ذلك من فقدان في مرونة العضلات. هذا وإن العضلة التي تتأثّر في أغلب الحالات هي العضلة المستقيمة السفلية، وبالتالي فإن المريض سيعاني من حول تحتاني (إنحراف العين عمودياً نحو الأسفل) مع محدودية في رفع المُقلة نحو الأعلى.
هل يمكن علاج الحول؟
كقاعدة عامة، يمكن تصحيح الحول ولكن لا يمكن علاجه.
بعبارة أخرى ، علاجاتنا المتوفرة حالياً لا تعالج الحول من السبب الرئيسي الكامن وراءه (وهو الدماغ)
كيف يتم علاج الحول؟
خيارات العلاج فردية للغاية؛ وبالتالي، فإن ما هو مناسب لمريضٍ معين قد لا تكون مناسبة لمريضٍ آخر. خيارات العلاج العامة للحول المذكورة أدناه - وقد يحتاج بعض المرضى إلى مزيج من العلاجات- :
١) الملاحظة: قد لا يكون العلاج الفعال ضروريا في بعض الحالات لأسباب متنوعة و يكتفي بالملاحظة (مثل الحول المتقطع)
٢) تمارين العضلات: على الرغم من أنها ليست مفيدة كثيراً في العادة، إلا أن التمارين قد تكون مفيدة لأنواع محدودة في حالات الحول.
٣) النظارات (بدون المنشور): النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة قد تصحح الحول لدى بعض المرضى جزئيًا أو كليًا. على سبيل المثال، فإن بعض المرضى الذين يعانون من بعد النظر(طول النظر) لديهم تحسن ملحوظ في الحول عند إرتداء النظارات الطبية كاملة القوة.
٤) النظارات (ذات المنشور): تعمل المنشورات على ثني الضوء الذي يدخل العين، مما يؤدي إلى محاذاة الصور لكلتا العينين لدى بعض مرضى الحول.
تأتي المنشورات في شكلين: منشور فرينل ، وهو قطعة من بلاستيك مرن رقيق يمكنه الالتصاق بالعدسة الزجاجية للنظارة للاستخدام على المدى القصير إلى المتوسط؛ والنوع الاخر يتم إنشاء المنشور كجزء من نظارات المريض العادية (للإستخدام طويل الأمد).
٥) الجراحة: في جراحة الحول، يتم إرخاء و/ أو شد العضلات التي تحرك العين لإعادة توازن محاذاة العيننين. بعد الجراحة ، الأمر متروك للدماغ للحفاظ على محاذاة العينين على المدى الطويل.